صراع عسالي والسنتيسي يهز “السنبلة” ويهدد مستقبلها السياسي
هبة بريس – محمد زريوح
ذكرت مصادر متطابقة أن حزب الحركة الشعبية يعيش على صفيح ساخن، جراء صراع الأقطاب داخل الحزب، ما قد يعصف بمستقبله، وهو المقبل على مجموعة من الاستحقاقات، والساعي إلى استقطاب وجوه جديدة وعقد مصالحة شاملة مع مجموعة من المناضلين الحركيين الغاضبين، في أفق الاستعداد للمعارك الانتخابية المقبلة، على رأسها الانتخابات التشريعية سنة 2026، والتي يحاول فيها الحزب بقيادة أمينه العام، محمد أوزين، تبوؤ مراكز متقدمة للغاية.
الصراع المذكور تقوده القيادية، حليمة عسالي، بدعم من رئيس الحزب امحند العنصر، والقيادي الآخر محمد لحموش، ضد رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، وعضو المكتب السياسي، إدريس السنتيسي.
و تسعى المرأة الحديدية بالحزب إلى الإطاحة بالسنتيسي من رئاسة الفريق النيابي، من خلال استمالة مجموعة من البرلمانيات والبرلمانيين ودفعهم نحو الانقلاب على رئيسهم بالفريق عبر مراسلة الأمين العام أوزين.
ووفق ذات المصادر الكاشفة للخبر، نقلت خلال حديثها لـ”هبة بريس”، أن عسالي حاولت جمع برلمانيات وبرلمانيي الحركة بالغرفة الأولى في حفل عشاء كان سيقيمه البرلماني والقيادي محمد لحموش بإقامته في الرباط، مساء يوم أمس الثلاثاء، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل، بعد أن امتنع عدد كبير من النواب والنائبات البرلمانيين عن الدخول في هذا الصراع بمبرر أن الوضع الداخلي للحزب لا يسمح بفتح جبهة داخلية ما بين قيادات الحزب، والأمر لا يستدعي أن تُحاك مثل هذه الممارسات ضد رئيس الفريق المعروف عنه تواصله وانفتاحه على مختلف الأفكار والاقتراحات داخل الفريق الحركي.
المصادر ذاتها قالت إن الإطاحة بالسنتيسي من رئاسة الفريق الحركي بمجلس النواب باتت مسألة حياة أو موت لدى حليمة عسالي، التي تحاول تثبيت تموقعها داخل الحزب وإظهار نفوذها في التنظيم، خصوصًا بعد ما تم تداوله عن اندلاع مواجهات كلامية وتبادل للسب والشتم بينها والسنتيسي، خلال اجتماع سابق للمكتب السياسي، حيث اتهمها بالتسبب في تأزيم الأوضاع داخل الحزب، ووقوفها وراء مغادرة مجموعة من القيادات والأطر للحزب، سواء عبر تقديم استقالاتهم أو تجميد عضوياتهم، وهو ما لم تستسغه عسالي التي انفعلت في وجه السنتيسي، ووصل الأمر بينهما حد تكسير الكراسي.
وتتزامن هذه الأنباء مع قرار المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، الذي صادق خلال أشغاله التي انعقدت بمدينة إفران، على انضمام التكتل الديمقراطي المغربي إلى صفوفه، تنفيذًا لمخرجات اجتماع انعقد بين قيادات الحزب والتكتل.
وأقر “برلمان السنبلة” في دورته الرابعة المنعقدة بمدينة إفران، والتي مرت في أجواء تلاحم بين أعضاء وعضوات الحزب، فعليًا انضمام التكتل الذي خرج من رحم حزب جبهة القوى الديمقراطية.
ويسعى الأمين العام محمد أوزين إلى ترميم البيت الداخلي للحزب، وذلك عبر فتح قنوات الحوار مع مختلف الفعاليات الحركية الغاضبة، سعيًا منه لفتح صفحة داخلية جديدة، تدعمه خلال الفترة المقبلة، التي يسعى من خلالها إلى استقطاب عدد من الوجوه السياسية الجديدة، استعدادًا للمحطات الانتخابية القادمة.