تحول شارع تاريخي في مدينة الناظور إلى منظر مؤسف وسط غياب تام للمسؤولين

هبة بريس : محمد زريوح

في قلب مدينة الناظور، يعيش أحد أقدم الشوارع التي تعود إلى فترة الاستعمار الإسباني وضعاً مزرياً أثار استياء سكان المدينة والمتتبعين للشأن المحلي. هذا الشارع، الذي كان في الماضي مثالاً للجمال والرونق، يجسد اليوم صورة صارخة للإهمال، حيث تغيب عنه أدنى مقومات البنية التحتية التي تجعل منه فضاءً حضرياً لائقاً.

كان الشارع، في وقت مضى، أشبه بشوارع الأندلس الشهيرة، بما كان يتمتع به من طبيعة خلابة وأزهار تزين أركانه، إلى جانب أرصفته المصممة بعناية وبنيته التحتية المتطورة التي تضفي عليه طابعاً حضارياً مميزاً. لكن مع مرور الزمن، تحول هذا المعلم التاريخي إلى مشهد يبعث على الحزن، حيث تصدعت الطرقات، وتراكمت الأوساخ، وانهارت بنيته التحتية، مما أفقده جماليته التي كانت مصدر فخر للسكان.

وقد عبّر العديد من السكان عن أسفهم الشديد لما آل إليه حال هذا الشارع، الذي كان شاهداً على تاريخ المدينة وذاكرة حية لتعايشها مع حقبة الاستعمار الإسباني. وأكدوا أن الإهمال المتكرر من طرف الجهات المسؤولة ساهم بشكل كبير في تدهور هذا المعلم. كما أشاروا إلى أن جماعة الناظور تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، إذ تُتهم بسوء تدبير الموارد المالية، التي تُنفق على أنشطة وجمعيات دون تأثير إيجابي مباشر على البنية التحتية أو جمالية المدينة.

ويؤكد المهتمون بالشأن المحلي أن المدينة بحاجة إلى إعادة النظر في أولوياتها التنموية، لا سيما وأن الناظور تُعتبر بوابة المغرب إلى أوروبا، بفضل موقعها الاستراتيجي ومشاريعها الملكية الكبرى التي تعكس تطلعات المملكة لتحقيق تنمية شاملة. السكان يرون أن إعادة تأهيل هذا الشارع التاريخي ستكون خطوة مهمة في تحسين الصورة العامة للمدينة، وتعزيز مكانتها كبوابة حضارية ومركز اقتصادي مهم.

المطالب تتزايد لتدخل عاجل يعيد لهذا الشارع قيمته التاريخية ورونقه الحضاري. ويتطلع المواطنون إلى إطلاق مشاريع تأهيل تشمل إصلاح الطرقات، وتنظيف المرافق، وإعادة زراعة الأشجار والزهور، لتعيد لهذا المعلم جماله الأصلي. كما يطالبون الجهات المعنية بالاستثمار الفعلي في تحسين البنية التحتية للمدينة بدل الاستمرار في سياسات لا تحقق النفع المطلوب.

هذا الشارع لا يعبر فقط عن ذاكرة المدينة، بل يرمز إلى الإمكانيات الضائعة إذا لم يتم التعامل معه بجدية وإعادة الاعتبار إليه، ليعود إلى مكانته كمصدر فخر للمدينة وسكانها الناظور.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى