
زايو.. إحدى أقدم المقابر في طي النسيان ومبادرات مدنية تسعى لإعادة الاعتبار لها
طارق عبلا – هبة بريس
تشهد إحدى أقدم المقابر بمدينة زايو وضعًا مزريًا يعكس حالة من الإهمال والنسيان، رغم أنها تضم بين جنباتها آباءً وأجدادًا وأشقاء وأصدقاء لسكان المنطقة. هذه المقبرة، التي كان يفترض أن تكون مكانًا للسكينة والاحترام، أصبحت في حالة يرثى لها، تفتقر إلى الصيانة والتنظيم، ما يجعل زيارتها تجربة قاسية لذوي الموتى.
في هذا السياق، دقت مليكة المريض، الفاعلة الجمعوية الغيورة على مسقط رأسها ورأس أجدادها، ناقوس الخطر، داعية الجهات المسؤولة والجمعيات المحلية إلى التدخل العاجل لتنظيف المقبرة وتأهيلها. مليكة، المعروفة بأعمالها التضامنية داخل المغرب وهولندا، والتي حظيت بتكريم من ملك هولندا تقديرًا لإنجازاتها، تتمنى أن ترى مدينتها لامعة ومزدهرة كباقي مدن العالم. لكنها تأسف للحالة التي آلت إليها هذه المقبرة، خاصة عند مقارنتها بالمقابر في بلدان أخرى، حيث تُحترم حرمة الموتى ويُوفر للزائرين فضاء يليق بقدسية المكان.
وليست هذه المبادرة سوى امتداد لمسيرة حافلة بالعطاء، حيث سبق لمليكة المريض أن شاركت ونظمت أعمالًا خيرية ضخمة في عدة دول أوروبية، أثارت إعجاب الأجانب وأبهرت المجتمعات التي استفادت من مشاريعها الإنسانية. فقد استطاعت، بخبرتها وحنكتها في العمل الخيري، أن تساهم في تحسين ظروف العيش للفئات الهشة، سواء داخل المغرب أو خارجه، ما جعلها نموذجًا يُحتذى به في التضامن والعمل التطوعي.
وبناءً على ذلك، وجهت المريض نداءً مفتوحًا إلى المجلس المنتخب، والجمعيات المحلية، وسكان المدينة، للعمل معًا على تنظيف المقبرة، وتهيئة الممرات والمرافق لتسهيل الزيارة، وضمان كرامة الموتى وأسرهم. كما تعتزم، بمعية مجموعة من المسؤولين والمهتمين، إنشاء مقبرة حديثة نموذجية، تضمن بيئة محترمة ولائقة، تكون مثالًا يُحتذى به في تدبير هذا المرفق الحيوي.
إن إعادة تأهيل هذه المقبرة ليس مجرد مسألة تنظيف أو تنظيم، بل هو واجب ديني وأخلاقي يعكس مدى احترام المجتمع لكرامة أفراده أحياءً وأمواتًا. فهل ستلقى هذه الدعوة استجابة فعلية من الجهات المعنية؟ الأيام القادمة ستكشف عن مدى جدية التفاعل مع هذا الملف الإنساني بامتياز.